الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

مفاتيح الإقتصاد في العصر الراهن 5

مفاتيح الإقتصاد في العصر الراهن 5


أما الدكتور محمد رءوف حامد 
فيقول:



يمكننا إجمالا وصف الحس البيولوجي في فترة زمنية ما بأنه " جوهر المعرفة البيولوجية المؤثر في أفكارنا عن الأشياء وفي تفاعلاتنا معها "

البرمجة (Programming ) هي الحس البيولوجي للقرن العشرين

البرمجة من الأحياء إلي الكمبيوتر والعكس :

كانت البرمجة هي الأساس المعرفي الذي قاد إلي ظهور الإنسان الآلي والأقمار الصناعية والأسلحة العسكرية المتطورة واستخدام إشعاع الفوتون والبوزيترون في عمل خريطة للأجسام الحية ، واستحداث أدوية بطرق الهندسة الوراثية والعديد من وسائل الحرب البيولوجية وإذا كانت البرمجة هي الحس البيولوجي للقرن العشرين
فما هو الحس البيولوجي المتوقع في القرن القادم ؟

هناك ظاهرتين مهمتين في إطار التحولات علي الحدود بين القرنين 20 و 21

الأولي: أن تقدم علوم الكمبيوتر قد أعطي العلوم البيولوجية وسائل تقنية جديدة للبحث العلمي ، وقد قادت هذه الوسائل إلي اكتشافات علمية بيولوجية عظيمة أدت بدورها إلي تغذية مرتدة لعلوم وتقنيات الحاسب الآلي ، وهذه بالتالي تطورت  أكثر وأكثر وأعطت العلوم البيولوجية من جديد تقنيات أكثر تقدما ..

يمكننا وصف هذه الظاهرة باختصار ب :" التغذية المرتدة الثنائية بين العلوم البيولوجية وعلوم الكمبيوتر "

الثانية : بينما يوجد دائما فاصل زمني ومكاني بين البحث العلمي من ناحية ، وعمليات الانتاج من ناحية أخري ، فإننا نجد أن أحد أهم وأحدث فروع البيولوجي يتميز بوجود كلا النشاطين في زمن ومكان واحد ، إذ يحدث ذلك في مجال إنتاج الأدوية بواسطة وسائل الهندسة الوراثية

هذه الظاهرة " تلاحم البحث العلمي مع الإنتاج التجاري في مكان وزمن واحد " هذه الظاهرة تعد ظاهرة جديدة وخطيرة يتوقع أن تمتد إي مجالات أخري في الزمن القادم

إذن أهم ظاهرتين هما :

1- التغذية المرتدة الثنائية بين العلوم البيولوجية وعلوم الكمبيوتر

2- تلاحم أنشطة البحث العلمي والإنتاج التجاري في الزمان والمكان


التلاؤم مع الجديد .. أو التهميش :
بين الطريقين أو الزمن الحالي والحس البيولوجي للقرن 21 توجد مسافة كبيرة سيقطعها كل كائن بشري في كل مكان من هذا العالم بسرعة تتناسب تناسبا طرديا مع الوعي المعرفي الحالي له ، فقد يقطعها شخص في وحدة زمنية واحدة بينما يقطعها آخر في وحدات زمنية تكاد تكون لا نهائية ( قد تتعدي القرن 21) وهكذا علي كل كائن بشري جماعي ( مؤسسة – مجتمعا – أمة ) أن يتعرف علي ( ويحدد) عجلة النمو المعرفي الخاص به ومدي تلاؤمها مع النسق العلمي الكلي للعالم ، ذلك مع اعتبار أن الاستيعاب العملي للبيوسيانتيزم القادمة سيكون له مدلولاته وانعكاساته التي يصعب توقعا من الآن علي شكل العلاقات البشرية في القرن القادم فمثلا من سيتخلف عن الاستيعاب والتفاعل الإيجابي مع مفاهيم الزمن القادم هل سيظل بالنسبة للآخرين كائنا بشرياً حرا ؟ أم أنه سيهمش ؟ وما هي أبعاد التهميش الممكن ؟؟ هذا سيعتمد إلي حد كبير علي فلسفة البيوسيانتيزم القادمة كما سيتفهمها الإنسان المتقدم في القرن 21

0 التعليقات: